ولكن الترجمة المشتركة فضحت النص السابق بـ :
اش 40:22
هوَ الجالِسُ على قُبَّةِ الأرضِ، وسُكَّانُها تَحتَهُ كالجرادِ
فالترجمة العربية أختلفت في التسمية حيث هناك ترجمة تقول (الجالس على كرة الأرض) .. وترجمة الأخرى تقول (الجالس على قبة الأرض) ... يا للهول
وعندما نكمل الفقرة نجد أكتشاف أخر وهو أن الجالس على الدائرة أو القبة جعل السماء كالخيمة بقول :
اش 40:22
ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن
وهذا يعني أن السماء مسطحة ، فإذا ذهبنا إلى القطب الشمالي نرى السماء وإذا ذهبنا إلى القطب الجنوبي فلن نرى السماء لأن السماء أصبحت كخيمة ، والخيمة مسطحة من الأسفل وأسفل السماء الأرض .. والمسطح لا يُبنى إلا لمسطح مثله .. فهل الأرض مسطحة ؟.
فإن خرج علينا احد الجباهذة من عبدة الصليب ويدعي إعجاز في هذه الفقرة فعلينا إذن أن نضحك كأننا نشاهد فقرة بهلوانية لأحد المهرجين في السرك القومي.
تعالوا الآن نرى النظرة المسيحية المحافظة ونصوصها التي تؤمن بأن الأرض مسطحة وليست كروية، فهناك في عالمنا المعاصر بعض المسيحيين المحافظين الذين يصرون على إيمانهم الكتابي بأن الأرض مسطحة مثل صامويل بيرلي روبثام Samuel Birley Rowbotham مؤسس الحركة العصرية للأرض المسطحة ومثل المبجل ويلبور جلن فوليفا Wilbur Glenn Voliva أحد أشهر الأمريكين المنادين بالأرض المسطحة.
لقد تحدثنا من قبل أن اليهودية تأثرت بالحضارات الوثنية ، لذلك كلما نقرأ البايبل يتبين لنا أن المعلومات الكوزمولوجية هذا ذاتها العقائد الشائعة لدى الشعوب القديمة .
ويتضح لنا أن الذين يؤمنوا بالبايبل يتصورون الأرض كجسم مسطح محمول على أعمدة وهذه الأعمدة لا يحملها شيء وأن قبة السماء تحيط بالأرض كما بالشكل المبين .
وبطبيعة الحال، الثابت أن الإيمان المسيحي يقول أن الرب يترك صياغة الوحى ، إلى شخصية الكاتب ، حسبما تكون ثقافته و ظروفه المختلفة وثنية كانت ام غير ذلك ، ليظهر ذلك فى تنوع أشكال الأسفار ، مابين بسيطة و أدبية ، و شعرية و فلسفية ..... فتسبب في ذلك الخلط بين الوثنية والديانات الأخرى اليهودية .......... فبالنسبة لكتاب شارك في كتاباته عشرات الأشخاص كالبايبل ، معظمهم مجهولي الهوية، فمن الطبيعي أن نجد أحدهم يتبنى رأياً لا يتبناه آخرين، سواء لاختلافه معهم في وجهة النظر أو لأنه كان يعاني من نقص معرفي.
للأرض أطراف أربعة :
"ويرفع راية للامم ويجمع منفيي اسرائيل ويضم مشتتي يهوذا من اربعة اطراف الارض." (إشعياء 11 –12)
فلو جاء بالنص (اطراف الارض) فقط لما علقنا عليه ، ولكنه حدد الأطراف بأنهم أربعة أطراف فقط .. ولا يوجد في هذا الكون شكل هندسي له أربعة أطراف إلى الشكل المسطح (مستطيل أو مُربع) ... لذلك في القرآن ذكر : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا.. الرعد 41} فكلمة " أطراف " تدلنا على أن لكل شيء طُولاً وعَرْضاً تتحدد به مساحته ؛ وكذلك له ارتفاع ليتحدد حجمه. ونحن نعرف أن أيَّ طول له طرفان، وإنْ كان الشيء على شكل مساحي تكون أطرافه بعدد الأضلاع لذلك أوضح البايبل أن الأرض مسطحة على هيئة (مستطيل أو مربع) بتحديد أطرافه بعدد أضلاعه ولكن في القرآن لم يحدد الأطراف لأن المعروف هندسياً أن كل نقطة من دائرة المحيط تعتبر طرفاً لذلك قال تعالى : {نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا.. الرعد 41} وتوقف ولم يتطرق لعدد هذه الأطراف لأن كل نقطة على دائرة المحيط طرف أما البايبل فحد لنا أطراف الأرض بأنهم أربعة وهذا أكبر دليل على ان الأرض مسطحة كما جاء بالبايبل .
اما كل من يدعي بأن المقصود هو (شمال ؛ جنوب ؛ شرق ؛ غرب) .. فنقول له أن هناك فارق كبير بين الأطراف والأتجاهات ، فلماذا عجز البايبل في الأتيان باللفظ الصحيح علماً بأن هناك نصوص بالبايبل تحدثت عن الأتجاهات مثل : (تك 13:14) ؛ (خر 26:20) ؛ (اخ 9:24) [في الجهات الاربع كان البوابون في الشرق والغرب والشمال والجنوب] .
دا 4:10
فرؤى راسي على فراشي هي اني كنت ارى فاذا بشجرة في وسط الارض وطولها عظيم ، فكبرت الشجرة وقويت فبلغ علوها الى السماء ومنظرها الى اقصى كل الارض.
الترجمة الإنجليزية :
11 The tree grew, and was strong, and the height thereof reached unto heaven, and the sight thereof to the end of all the earth:
فأي نقطة على الجسم الكروي تمثل نقطة الوسط ، وبالتالي فوصف "وسط الأرض" كما جاءت بالعدد العاشر من الإصحاح الرابع لسفر دنيال لا معنى له إلا إذا كان الكاتب يتصور جسماً مسطحاً، أيضاً تعبير أقصى الأرض كما جاءت بالعدد الحادي عشر من الإصحاح الرابع لسفر دنيال يشير إلى نهايات أو أطراف الأرض والترجمة الإنجليزية لأقصى الأرض هي Ends if the earth ) .
وكذلك ما جاء بسفر أيوب : " ليمسك باكناف الارض فينفض الاشرار منها." (أيوب 38 :13) .
وترجمتها :
13 That it might take hold of the ends of the earth, that the wicked might be shaken out of it
أكناف الأرض : ends of the earth
فأين هي أخر نقطة على الأرض ؟
إن تأويل هذه الآيات بشكل مجازي هو أمر وارد جداً، وأنا أتفق مع أن كثير من هذه العبارات يمكن حملها على المجاز، إلا أن ذلك لا يمنع أن تصورات كتاب هذه العبارات الكوزمولوجية كانت خاطئة، خاصة في ظل دعاوي "عصمة الكتاب المقدس من الخطأ".
من الواضح أن البابلين والعبرانيون القدماء كانوا يتصورون أرضاً مسطحة لها نهاية أو أطراف، وأغلب الظن أنهم ظنوا أنها على شكل دائرة أو قرص ، وهناك من يظن أنهم تصوروها على شكل مربع وذلك للآيات التي تشير إلى الأركان الأربعة كما في (إشعياء 11 :12) ، و (رؤية يوحنا 7 :1)، وسواء أكان هناك تصورات مختلفة لدى كتاب الكتاب المقدس أم لا حول شكل الأرض، إلا أنه من الواضح أنهم كانوا متفقين على أنها مسطحة .
إذن كل من يسعى بإدعاء أن البايبل أعلن كروية الأرض لا يمثل سوى رغبته التي لا نستطيع الإستجابة لها في غياب أي دليل علمي معتبر من المعاجم اللغوية.
وبخصوص الأرض الواقفة على أعمدة والمعلقة على لا شيء، فهذه الصورة يرسمها لنا الكتاب المقدس في الآيات التالية :
المزعزع الارض من مقرها فتتزلزل اعمدتها (أيوب 9: 6)
(أعمدتها : pillars في الترجمة الإنجليزية ، ammuwd في الأصل العبري، وذلك حسب ما جاء في قاموس سترونج.)
المؤسس الارض على قواعدها فلا تتزعزع الى الدهر والابد (مزامير 104 :5)
فكيف أرض كروية يتم تأسيسها على قواعد ؟ وأين هي هذه القواعد ؟! وطالما أن للأرض قواعد فبذلك اصبحت مثبتة عديمة الحركة .
أما هذه الأعمدة فهي معلقة على لا شيء حسب تصور كتاب الكتاب المقدس وذلك كما يعبر عنه سفر أيوب الآية 26 :7 " يمد الشمال على الخلاء ويعلّق الارض على لا شيء. " .
والأدهى من ذلك أن سفر أيوب أعلن لنا أن للسماء أعمدة كما هو حال الأرض .
أيوب 6: 11
اعمدة السماوات ترتعد
فللسماء أعمدة والأرض لها قواعد وأعمدة ولكنها معلقة على لا شيء وكله خزعبلات في خزعبلات ، وهذا التصور يعتبر تصور جديد يضاف لتصورات الشعوب القديمة التي كانت ترى أن الأرض محمولة على أكتاف أطلس أو على ظهر سلحفاة أو فيل أو على قرون ثور .. إلخ، فقد كان كاتب سفر أيوب يرى أن الأرض محمولة على لا شيء، ولكنه كان يؤمن بأنها واقفة على أعمدة كما تبين لنا.
فخاطب الرب أيوب كاشف لها أن الأرض مسطحة ولها طول وعرض فقال :
أيوب 38: 18
هل ادركت عرض الارض اخبر ان عرفته كله
فصيغة السؤال تكشف لنا أن الرب كشف لأيوب أن للأرض عرض ولم يدركه ايوب كله بل جزء منه .
وتعالى إلى سِفر يشوع وهو يؤكد أن الشروق والغرب سببه حركة الشمس والقمر وليس للأرض حركة .
يشوع 10
12 حينئذ كلم يشوع الرب يوم اسلم الرب الاموريين امام بني اسرائيل و قال امام عيون اسرائيل يا شمس دومي على جبعون و يا قمر على وادي ايلون 13 فدامت الشمس و وقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء و لم تعجل للغروب نحو يوم كامل
.أليس من الأصح أن يقول : توقفت الأرض عن الحركة بدلاً من توقف القمر تارة وتوقفت الشمس تارة أخرى ؟
يتبع